***********************
المنتحل، المحتال أو الدجال، اختر من أسمائها ما تشاء، في هذه الظاهرة، تشعر بأنّك غير مؤهل للقيام بعمل ما، تعتقد أنّك تستحق أقل مما تملك وتخاف أن يصفك الآخرون أنك محتال رغم كل كفاءتك ومهاراتك.
كل انجازاتك ونجاحاتك هي محض حظ جيد أو هو الوقت المناسب.
ذلك الشعور يدفعك للعمل أكثر، تضغط على نفسك وتبذل المزيد من الجهد حتى لا يرى الناس أي خطأ أو نقص بك.
شعورٌ بالذنب يلازمك نحو الذين تشعر أنهم انخدعوا بك، يدفعك لتعمل بإفراط لتتخفف من ذلك الشعور وتظن أنّك بعدها ستنال بعض الاستحقاقية في النهاية، لكنك دون أن تشعر تنزلق لدائرة أخرى، يبدأ عقلك في الاعتقاد أنّ كل هذا النجاح الجديد تحقق من جهدك المضاعف للحفاظ على وهم نجاحك.
دائرة لا تنتهي من القلق والإحباط والشعور بالذنب والعمل دون توقف حتى تصل إلى نقطة الاحتراق الذاتي.
Photo By: https://flic.kr/p/2mii3nd
***********************
*الشك في الذات، وقلة الثقة بنفسك وإبداعك ومواهبك، الشك في استحقاقك للإنجازات التي حققتها.
*القلق والإحباط والعصبية.
*الشعور الدائم بالندم.
كل هذه المشاعر والضغوط ستقودك في النهاية إلى التسويف والأسوأ إلى التدمير الذاتي وهو باختصار قيامك بتخريب كل نجاحاتك بيديك.
*التأثير الأسري، كالتحكم في التربية وضغوط الوالدين بوجوب التفوق أوالإفراط في الحماية.
*يُرجع بعض الخبراء النفسيين الأمر إلى بعض السمات الشخصية، مثل انخفاض الكفاءة الذاتية والسعي للكمال، وقلة الثقة بالنفس.
*التعرض للضغوط المجتمعية والصور النمطية لتعريف النجاح عند المجتمع.
*بعض الأشخاص يمرون بهذه المشكلة حين الانتقال إلى دور مهني جديد أو المرور بمرحلة انتقالية أو منصب جديد.
***********************
***********************
في متلازمة المنتحل نجد لدينا خمسة أنواع من الشخصيات، وتحديد أي نوع منهم هي شخصيتك يساهم كثيرًا في تحديد الطريقة التي ستتعامل بها مع المتلازمة.
الذي يضع لنفسه توقعات عالية وخيالية ويُركز على الوصول إلى الكمال ولا يرضى عن النتائج، حتى لو حقق99% من أهدافه سيظل يشعر بالفشل، وأصغر الأخطاء تجعله يُشكك في كفاءته.
وهذا الشخص يسعى إلى معرفة كل التفاصيل والمعلومات قبل أن يبدأ ويشعر أنّه لن يؤدي المهمة بكفاءة إن لم يعلم كل صغيرة وكبيرة عن الأمر.
وهو من يسعى دائمًا لتعلم مهارات جديدة ويعتمد أنّه يجب أن يفهم ويُتقن ما يريده بسرعة وإن واجهته صعوبة في التعلم أو القيام بالأمر فعندها يعتقد أنّه فاشل.
يعتقد أنّه يجب أن يُنجز كل شيء وحده وإن طلب المساعدة من الآخرين فهذا معناه أنّه فاشل أو محتال.
يبذل جهدًا خرافيًا أكثر ممن حوله ويربط كفاءته بقدرته على النجاح في كل أدوار حياته، وأي تقصير أو فشل في أحد الجوانب معناه الفشل وعدم الكفاءة.
***********************
*********************
إذن وبعد أن عرفنا كل هذه المعلومات بخصوص المتلازمة أصل للسؤال الأهم،
في الواقع، هذه المشكلة من الصعب علاجها وكل ما عليك فعله هو التأقلم معها والاستفادة منها بقدر الإمكان وألا تسمح لها بإعاقة نجاحك.
هناك العديد من النصائح التي جمعتها وحاولت جاهدة تطبيقها وقد ساعدتني كثيرًا.
*معرفة أنّك لست وحدك، الكثير من المبدعين والناجحين عبر العالم يمرون بهذا الشعور، ومعرفة أنّه من الممكن التأقلم معه والاستفادة منه يساعد كثيرًا في تحييد الجانب السلبي للمتلازمة.
فحين يخبرني ذلك الصوت أنني فاشلة أو أنني لن أنجح ككاتبة وأن روايتي الحالية ستفشل ولن تعجب قرائي ولن أستطيع كتابة باقي رواياتي، أسارع بإخبار نفسي العكس وأذكرها أنني محظوظة لأنني أكتب وقادرة على التعبير عما يدور بخيالي وأنني يمكنني تغيير الكثير وأنّني حتمًا سأنجح.
لذا حين تسمع ذلك الصوت الانهزامي داخلك سارع برفع صوتك الإيجابي واجعل مخاوفك تتراجع للخلفية.
واجه شكوكك واسأل نفسك إن كانت صحيحة وماذا يدعمها إن كانت كذلك، حلل نقاط قوتك وركز عليها وغلّبها على جانب المخاوف داخلك.
هذا لا يعني أن تحارب مخاوفك، اعترف بها وبأنّه لا بأس إن شعرت بالخوف ثم قم بتنحية هذه المشاعر جانبًا.
لكل شخص تجاربه الخاصة، الأفضل من مقارنة نفسك بهم، أن تُركز على تطوير نفسك كل يوم، وأن تتعلم من تجارب الآخرين وتستفيد من خبراتهم، ترى ما ينقصك وما يمكنك أن تضيفه إليهم بدورك.
لتتذكر نجاحاتك دائمًا وانظر إلى إخفاقاتك على أنّها فرص للتعلم واكتساب الخبرة. سجل الآراء الإيجابية التي تصلك حتى تواجه بها ذلك الصوت السلبي كلما تردد داخلك.
تحدث عنها مع أشخاص تثق بهم، سيخفف هذا من الأمر، وربما أيضًا تكتشف مرورهم بنفس المشكلة وتتعلم منهم كيف تأقلموا معها واستمروا بالنجاح.
وتجنب الرغبة الملحة في إنجاز كل شيء لوحدك.
لذا توقف عن وضع أهداف غير واقعية، وواصل العمل حتى إن لم تكن النتائج مثالية كما يُصر عليها خيالك.
*********************
هذه بعض النصائح التي بدأت في تطبيقها منذ فترة وما زلت أحاول الإلتزام بها، أذكر نفسي كلما راودتني الشكوك وأتذكر دائمًا أنني لست وحدي وأن أهدافي وما أريد إنجازه، يستحق أن أتجاوز من أجله كل المخاوف والشكوك داخلي.
لذا إن كنت تمر بنفس المشكلة فتذكر أنّك لست وحدك، وهذه ليست نهاية العالم، يمكنك التأقلم مع هذا الشعور بل واستغلاله لتحقق النجاح الذي تريده وتستحق أن تصله.
*********************