١٠ أسباب لتعلم لغة جديدة... لا تنتظر للعام القادم وابدأ الآن

١٠ أسباب لتعلم لغة جديدة...  لا تنتظر للعام القادم وابدأ الآن

 

يُقال أنّه "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم" وهذا صحيح لكنّها ليست أبدًا الفائدة الوحيدة لتعلم اللغات.

في هذا العصر الذي تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة تربطها وسائل التواصل صار تعلم اللغات ضرورة حتمية، تعلُم لغة إلى جانب لغتك الأم بمثابة فتح نافذة جديدة على العالم.

مهارة مطلوبة بشدة وتحتاج جديًا للتفكير في إضافتها إلى رصيد مهاراتك إن لم تكن قد فكرت من قبل.

في هذا المقال أقدم لك عشرًا من الأسباب التي ستشجعك لتبدأ في تعلم لغتك الأجنبية الأولى. 




(1) تعزيز القدرات الذهنية

 

اللغة عبارة عن نظام معقد من القواعد والمفردات والتراكيب، لذا فتعلم لغة جديدة يجعل المخ يتعامل مع نظام جديد تمامًا ويتأقلم معه. ومن المعروف أنّ العضو الذي يُستعمل ينمو والذي لا يُستعمل يضمر، لذا فإن تعامل المخ مع النظام الجديد يزيد من نشاطه ويحفز نموه.

وقد أثبتت العديد من الدراسات هذا.

بينت الدراسات التي تمت على المتحدثين بأكثر من لغة زيادة كثافة المادة الرمادية التي تعالج المعلومات والوصلات العصبية التي تربط الاتصالات بين أجزاء المخ.

وهذا ينقلنا إلى ما أثبتته أيضًا بعض الدراسات من أنّ تعلم لغة جديد قد يكون عاملًا هامًا في الوقاية من مرض الزهايمر، فقد لوحظ تأخر ظهور أعراض المرض في الأشخاص ثنائيّ اللغة.

 

(2) تحسين الذاكرة

 

وكما أن العضلات تنمو بالتدريب المستمر، فكذلك تعلم اللغات بمثابة تدريب لعضلة الذاكرة. معلومات جديدة عليك استرجاعها باستمرار وتدريب مستمر مع كل مفردة وتركيب لغوي تضيفه لذاكرتك وتراجعه باستمرار، وهذا يحسن من القدرة على استرجاع المعلومات ويشحذ الذهن والذاكرة.

 

 

*********************

 



(3) زيادة الثقة بالنفس

 

تعلم مهارات جديدة بشكل عام يعزز من ثقتك بنفسك، وتعلم اللغات لا يخرج عن هذا.

عندما تتقن لغة ثانية وتجيد التحدث بها وخاصة عندما تبدأ مع استخدامها في التواصل مع المتحدثين بها فإن هذا يزيد من شعورك بالنجاح والثقة بقدراتك بشكل كبير.

في البداية ستشعر بالارتباك ربما وستخشى ارتكاب الأخطاء، وإن كنت ممن لا يحبون اجتذاب الانتباه إليهم ولست اجتماعيًا فستجد صعوبة لتكسر الحاجز الأول لكن عندما تنجح، وفي كل مرة تتكلم بلغتك الجديدة ستكسر الحاجز تمامًا وتزداد ثقة بنفسك.

 

وهنا يجب أن أنبه لنقطة هامة، فرقٌ كبير بين الثقة بنفسك والفخر بإنجازك وبين التباهي الفارغ و"الفشخرة" باللغة الجديدة وتفضيلها على لغتك الأم والتعالي بها كما راج مؤخرًا من استخدام المصطلحات الأجنبية بل ربما اللغة كاملة كبديل للغة العربية وسط كلام الناس.

في الحقيقة هذا لا يُصنف إلا تحت خانة عقدة الخواجة والانبهار بالأجنبي.

أضف لغة جديدة إلى عقلك واستفد منها لكن لا تنس لغتك.

وهذا ينقلنا مباشرة لأهمية وسبب آخر، وهو تأثير تعلم اللغات على لغتك الأم.



(4) تحسين لغتك الأم.

 

اللغة الأم تكتسبها تلقائيًا منذ الطفولة من البيئة المحيطة بك، وفي لغتنا العربية بالأخص فإننا نتعلم اللهجات العامية، ربما نتعلم العربية الفصحى بعد ذلك في المدارس وعبر الإعلام، ونصقلها بالقراءة لكن يبقى هناك قصور كبير في تعلمها وإجادتها كما يجب.

بالإضافة للقراءة وغيرها من أساليب تحسين اللغة العربية، تعلم لغة أجنبية يشكل وسيلة أخرى لتحقيق هذا.

تعلمك مفردات جديدة سيجعلك بالتبعية تعرف معانيها المقابلة في لغتك وهذا يزيد ثروتك اللغوية، تعلمك للقواعد النحوية وتراكيب الجمل سيزيدك وعيًا باختلاف نظام القواعد وترتيب الجملة في لغتك وسيزيدك إتقانًا لها، وكلما ازداد تعلمك زادت معه معرفتك بلغتك أكثر وأكثر.

 

 

(5) نافذة جديدة على العالم

 

أتاحت وسائل التواصل والإنترنت لدول العالم الانفتاح على بعضها وصار سهلًا التعرف على الثقافات الأخرى، لكنّ تعلم لغة جديدة سيكون بمثابة نافذة أوسع.

اللغة ليست مجرد مفردات وتراكيب، بل خلفها تاريخ وثقافة كاملة ومتغيرات أثرت في تطورها، وحين تكتسب لغة جديدة فإنّك تنفتح بشكل أكبر على العالم، تصبح أكثر مرونة وتفهمًا لاختلافات الشعوب، يتسع أفقك وتقترب أكثر من الناس من مختلف الأعراق والجنسيات. 

عندها تفهم لماذا كان اختلاف ألسنتنا وألواننا من الآيات التي ذكرها الله في كتابه الكريم.(*)




(6) تجربة سفر مختلفة

لا يلزم أن تجيد لغة ما لتسافر إلى دولتها خاصة إن كان للسياحة، هناك عبارات أساسية تحتاج لمعرفتها بالطبع إن أردت إتمام رحلتك بسلام لكن تعلم اللغة بشكل أكبر سيتيح لك تجربة مختلفة تمامًا.

ستكون على معرفة أكبر بالثقافة والعادات فترى الأمور بطريقة أشمل وأفضل، ستشعر أنّك لست سائحًا عاديًا بل أقرب إلى واحد من السكان، وستتجاوز الكثير من الصعوبات التي قد تواجهك أثناء السفر، ستستطيع التواصل بحرية أكبر مع السكان، والتجول بسهولة في الأماكن السياحية والمطاعم والفنادق، ستتمكن من السؤال ببساطة عما تحتاجه مما سيجعل رحلتك أكثر سهولة ومتعة.

 

 

*********************

 

 

(7) فرص عمل أكثر

 

تعلم اللغات سيفتح لك مجالات عمل كثيرة، الكثير من الشركات ومؤسسات العمل تبحث عمن يمتلك لغة ثانية أو أكثر للتواصل مع العملاء الأجانب، وحين المفاضلة بين المتقدمين للوظيفة بالتأكيد سيفضلون من يتحدث بلغة أخرى.

وإن كنت أنت صاحب العمل فستملك مجالًا أكبر في الترويج لنفسك بلغات مختلفة وتتمكن من الوصول إلى عدد أكبر من العملاء عبر دول العالم.

وإذا كنت تفضل العمل الحر فيمكنك احتراف الترجمة سواء للمقالات أو النصوص والفيديوهات الأجنبية، أو كتابة المحتوى باللغة التي تجيدها، ويمكنك أيضًا تدريس لغتك للأجانب، وهذه فرصة رائعة لتساهم في تعريفهم بثقافتك وقيمك.



 

(8) البحث والدراسة

 

إذا كنت طالبًا أو كنت تتعلم ذاتيًا عبر الإنترنت أو تحاول البحث في موضوع ما، فإنّك حتمًا ستبحث عن ما تحتاجه من معلومات عبر محركات البحث، وبما أنّه للأسف هناك قصور كبير في المحتوى العربي في الكثير من المجالات، نُضطر للجوء إلى البحث بالإنجليزية أو غيرها.

تعلمك لغة أخرى سيوسع دائرة بحثك، سيُتيح لك محتوى أكبر من المعلومات وكلما امتلكت لغة كلما زاد المحتوى الذي يمكنك البحث خلاله.

 

(9) أطلق العنان لإبداعك

 

ولأن تعلم اللغات يمنحك عدسة جديدة لرؤية العالم ويوسع مداركك وما تطلع عليه من فنون وإبداعات، فكل هذا في النهاية يصب إلى زيادة إبداعك الشخصي.

كثيرًا ما تضطر للبحث عبر المفردات لتتمكن من التعبير عما تريده، وهذا بالتبعية يزيد من قدرتك على الارتجال والتفكير الإبداعي، ودائمًا ما تتعرض أثناء رحلتك في التعلم لارتكاب الأخطاء وهذا يجعلك أكثر تفهمًا وتقبلًا للعثرات والفشل الذي تسارع بتجاوزه وتصحيح مسارك وهذا ما تحتاجه أثناء عملك في أي مجال إبداعي، ألا تتأثر بالفشل ولا تسمح له بتعطيلك.



(10) تذوق الفنون والآداب بلغاتها الأصلية.

 

وهذا بالذات من أهم الأسباب التي تدفعني شخصيًا لتعلم اللغات، كم مرة أصابني الإحباط من ترجمة أحد الكتب أو الروايات، فأبدأ البحث عن النسخة الأصلية.

كم مرة أعجبني مقطع فيديو غير مترجم أو بترجمة سيئة وتمنيت بشدة لو كنت أجيد لغته، فأسارع بوضعها في قائمة أهدافي للغات التي أريد تعلمها. 

بالنسبة لي الترجمة تنقص كثيرًا من السحر الأصلي للنص المقروء أو المسموع لهذا أحب تذوق الفنون والآداب بلغاتها الأصلية.

هناك بعد آخر وعمق أكبر للمعاني لا تستطيع الترجمة إيصاله مهما حاولت الاقتراب من النص الأصلي.

فهمك للثقافة نفسها كما قلت يكون مختلفًا وسيؤثر على فهمك ونظرتك لما تقرأه أو تسمعه، ستفهم الأمثال الشعبية والعبارات الدارجة ببساطة وستضحك على النكات التي لن تستطيع الترجمة إيصالها كما يجب.

بالطبع سيكون الأمر أصعب بالبداية لكن كلما زاد إتقانك وارتقى مستواك في اللغة كلما كان الأمر أكثر سهولة ومتعة.

 

 

*********************

 

هناك فوائد جمة لتعلم اللغات غير التي ذكرتها، كزيادة التركيز والقدرة على صنع القرار ومهارات التخطيط، والمزيد من الأسباب التي سيطول المقام بذكرها لذا لنكتفي بهذه العشرة. 

إن كنت سابقًا ممن لا يهتمون بأمر اكتساب لغة إضافية فأرجو أن تكون قد غيرت رأيك وإن كنت مثلي ممن يعشقون اللغات والثقافات الأخرى فاحضر أوراقك وضع هدفك وخطتك لبدء تعلم لغتك الجديدة.

 

لا تنتظر بداية العام القادم، وابدأ الآن.


*********************

 

(*) ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾

[الروم: 22]

تطوير ذات لغات
التعليقات | 0 المشاهدات | 870 التقييمات |