لصوص الوقت، هل سبق ووقعت ضحيتهم؟
بالتأكيد تعرفهم… كلنا تعرض لهم وكلنا تمت سرقتنا، نتعرض لهم يوميًا، نعرفهم جيدًا حتى لو لم نعتقد أنهم لصوص، والأدهى أننا حتى لو كنا نعرف أنّهم لصوصٌ فغالبًا ما نرحب بهم ونفتح لهم الباب بكل سماحة ونمنحهم الإذن بسرقة وقتنا.
وإذا تركت لهم الحبل على الغارب فسيثيرون الفوضى في حياتك ولن تستطيع بسببهم إنجاز مهامك والتزاماتك، لذا من الأفضل أن تعرفهم وتنتبه لهم وتتخلص منهم أو تتحكم بهم قدر الإمكان.
في هذا المقال أخبرك عشرًا من لصوص الوقت الذين ربما تعرفهم مسبقًا وسأخبرك كيف يمكنك التخلص منهم ببساطة.
****************
لنتفق على هذا، أنت وأنا أول اللصوص. نحن نبرع في تضييع الكثير من الوقت ونعاني مع إدارته بإيجابية، نجد الأعذار والمبررات دائمًا.
إذا كنت لا تتمتع بعقلية لا تدرك أهمية الوقت وكيف تحافظ عليه، أنت هكذا تسمح لبقية اللصوص بالتسلل بإرادتك أو بغفلة منك وسلبك وقتك الغالي.
فوضى في البيئة المحيطة بك وفوضى في داخلك.
أوراق مبعثرة على المكتب، غرفة غير مرتبة، أفكار داخلية فوضوية وغير مرتبة ومشاعر سلبية.
كلها تدفعك للإحباط والمماطلة، ربما حتى تتحجج بتضييع الوقت في ترتيب غرفتك وأدواتك قبل أن تبدأ العمل.
كم من الوقت يضيع منك يوميًا في التصفح والتنقل بين الفيديوهات والمحتوى الذي في كثير من الأحيان يكون تافهًا.
والأمر ينطبق أيضًا على وسائل الإعلام مسموعة أو مرئية.
من أشهر لصوص الوقت على مستوى العالم.
التهرب من القيام بالمهام يجعلنا نضيع الوقت في أشياء لا تعود علينا بالفائدة، كتصفح السوشيال ميديا أو مشاهدة الأفلام دون انقطاع أو حتى التحجج بعمل فنجان من القهوة قبل البدء في العمل.
لكن تراكم المهام لن يؤذى إلا إلى العمل تحت ضغط واستهلاك المزيد من الوقت.
من دون أهداف واضحة مكتوبة لن تستطيع وضع خطة جيدة للعمل عليها، لن تعرف ما المفترض عليك فعله للوصول إلى خط النهاية. وكذلك الحال مع الأولويات المتضاربة.
ربما تقرر الالتحاق بدورة ما لكنك لم ترسم الخطة ولم تدرس هذه الخطوة جيدًا فتضطر لتتتوقف عندما تكتشف أنّها ليست ما تحتاجه حاليًا فتتركها وتضطر للبدء من جديد في دورة مختلفة، ستعاني كثيرًا مع تقلب الأولويات.
نتعرض كثيرًا للمقاطعات، زيارات مفاجئة، اتصالات ورسائل وغيرها، هذه المقاطعات تأخذ من وقتك وتتسبب في تشتتك وبعدها تحتاج وقتًا آخرًا لاستعادة التركيز والقدرة على متابعة العمل من جديد.
النوم لساعات طويلة أو النوم المتقطع أو الأرق وغيرها من مشاكل النوم بالإضافة إلى العادات غير الصحية كعدم ممارسة الرياضة كلها تتسبب في التعب المستمر وانعدام التركيز وعدم القدرة على العمل، باختصار أوقات كثيرة ضائعة دون فائدة.
"الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
هذا صحيح لكن لا يصح أن ينطبق على كل الأحوال، لا يمكنك أن تكون متاحًا طيلة الوقت لتلبي طلبات الآخرين إلا لو كانت أمرًا طارئًا خطيرًا يستدعي مساعدتك.
المشكلة تكمن في الحرج وعدم القدرة على قول "لا" حين تتعارض طلبات الآخرين مع مصلحتك.
زيارات مفاجئة أو اتصالات هاتفية تستغرق وقتًا أو خروجات مستمرة مع الأصدقاء كلها تستهلك من وقتك.
لا أقول لا تكن اجتماعيًا واعتزل الناس، لكن اعرف أن جانب الاجتماعيات إن لم يكن منضبطًا ومنظمًا فهو كفيل بسرقة الكثير من وقتك دون أن يعود عليك بأي فائدة.
البعض يظن أن تعدد المهام أمر ممكن ويوفر الوقت، لكن هذا الأمر ثبت فشله وأثبتت الدراسات أن الإنسان لا يستطيع القيام بأكثر من مهمة في وقت واحد، إذا حاولت هذا فسيحتاج منك المزيد من الوقت والجهد وسيتشتت تركيزك والنتيجة ستكون ضياع الوقت وعدم إتقان أي مهمة من هذه المهام.
*************************
بعد أن عرفنا من هم اللصوص لنرى بعض الطرق البسيطة للتخلص منهم.
أول ما عليك فعله هو أن تراقب وقتك لمدة أسبوع على الأقل، قم بتسجيل ما قمت به خلال كل ساعة من اليوم. هذه الطريقة ستجعلك تحدد ما أكثر الأشياء التي تُضيع وقتك وستجعلك أكثر انتباهًا للوقت وتجنبًا للوقوع فيما يمكن أن يسرقه منك.
راقب استهلاكك لهذه المنصات وقم بتنظيم وقتك عليها واستعلها في تنمية مهاراتك والاستفادة في تحقيق نجاحك.
اكتب أهدافك واضحة وواقعية، حدد العاجل والأهم فالمهم بينها وما يمكن تأجيله منها.
حدد الأولويات ورتبها وضع خطة جيدة، واقعية وسهلة التنفيذ.
امتلاك أهداف واضحة وأولويات محددة يجعلك أكثر تنظيمًا ويحفزك أكثر على الإنجاز.
تخلص من الفوضى كلها، خصص يومًا كاملًا ترتب فيه غرفتك وبيئة عملك ويومًا آخرًا تجلس فيه مع نفسك وتفرغ أفكارك على الورق وترتب داخلك، أولوياتك وأهدافك وقراراتك القادمة وترتيبها.
هناك الكثير من الدورات المجانية التي يمكنك من خلالها تعلم كيف تدير وقتك بمهارة وتنجز مهامك في أقصر وقت وبأقل جهد.
لا تنم قبل أن تضع خطة اليوم التالي وقائمة المهام التي تريد إنجازها، هذا سيجعل لديك صورة واضحة عندما تستيقظ عن الطريقة التي سيمضي بها يومك، لكن كُن واقعيًا وأنت تضع الخطة.
لتكن خطة مرنة بها فترات للراحة ووقتًا محددًا لكل مهمة تنجزها مع تقسيم المهمة الواحدة إلى أقسام صغيرة.
حين تقرر البدء في إنجاز عملك، ابتعد عن المشتتات بأنواعها، أغلق هاتفك وتنبيهات رسائل البريد والانترنت وإن كنت تحتاج الانترنت في عملك فيمكنك استخدام بعض التطبيقات التي تجبرك على البقاء مركزًا وتغلق المشتتات.
ويُفضل أن تخصص مكانًا للعمل تنفرد فيه لتستطيع التركيز أكثر.
هنا مقال كامل عن التسويف وأسبابه وكيف تتخلص منه، احرص على قراءته لتعالج هذه المشكلة.
التسويف لص الوقت... كيف تتغلب عليه؟
نحن لا نعرف الغيب ومهما كانت تخطيطنا مميزًا فهناك أشياء تطرأ على حياتنا لا نعمل لها حسابًا.
حاول أن تكون خطتك مرنة وواقعية ومع إمكانية ترحيل بعض المهام أو إلغاء بعضها إن كان لا مشكلة من إلغائها إذا حدث وتعرضت لأمر طارئ خلال اليوم.
********************
لصوص الوقت موجودون داخلنا وحولنا، يتسللون خفية أو بوعي منا، يستنزفون أوقاتنا ويعيقون رغبتنا في الإنجاز والنجاح، حتى وإن لم يكن بيدنا التخلص تمامًا منهم فعلى الأقل يمكننا التحكم بهم وتقليل الضرر وإنقاذ أكبر قدر ممكن من أوقاتنا الغالية.
هل تعرف لصًا آخرًا لم أذكره؟ شاركنا في التعليقات وأخبرنا هل استطعت التخلص منه؟
لا تنس مشاركة المقال مع رفاقك الذين تعتقد أنهم يعانون هم أيضًا مع لصوص الوقت.