خمس تقنيات رائعة... وداعًا لقفلة الكتابة

خمس تقنيات رائعة... وداعًا لقفلة الكتابة

 

من أصعب ما قد يمر على الكاتب هو عدم قدرته على الكتابة، الجلوس طويلًا محدقًا في ورقة بيضاء دون أن يستطيع خط الكلمات عليها، أحيانًا يصحبها فتور في الخيال وأحيانًا تكون الأفكار متزاحمة في الرأس لكن مع هذا يفتقد القدرة أو الرغبة في إخراجها على الورق. 

تتعدد أسبابها وتختلف مدتها وصعوبتها وطرق إنهائها من شخص إلى آخر.

 

 

في هذا المقال لن أغوص في تفاصيلها ولا في نصائح علاجها، لكن سأقتصر على تقنيات معينة أفادتني في التخلص منها كلما هاجمتني وقتلت شغفي بالكتابة.

وربما كان توقفي أحيانًا عن ممارسة هذه التقنيات هو ما يقودني في النهاية إلى التوقف عن الكتابة.

ولهذا أشاركك في هذا المقال خمسًا من هذه التقنيات ربما تكون عونًا لك أيضًا، فهي لا تساعد فقط في جعل الكتابة عادة يومية بل تساهم في زيادة القدرات الإبداعية وتدفق الخيال والأفكار.

*************************

 

*************************

الكتابة الحرة

 

تقنية رائعة تُستخدم في علاج قفلة الكتابة وأيضًا في التعود على روتين كتابي يجعل الكتابة عادة لديك ويطور مهاراتك الكتابية، كما تُعد عملية تهيئة (ما قبل الكتابة).

وهي من اسمها تعتمد على الكتابة بحرية دون قيود ولا تدخل من الناقد الداخلي للكاتب.

تقوم فكرتها على الكتابة لمدة زمنية محددة أو لعدد من الأسطر أو الكلمات التي تحددها مسبقًا، وخلال الفترة المحددة تقوم بالكتابة دون توقف، تكتب بسرعة لكن دون تعجُل، تكتب دون الاهتمام بالأخطاء اللغوية والإملائية ولا تتوقف للتفكير في المرادفات والكلمات.

خلالها تُصمت صوت الناقد الداخلي تمامًا وتطلق العنان لعقلك حتى ينتهي الوقت.

اكتب انطلاقًا من أي شيء، صورة، كلمة، شيء في محيطك، أول ما يخطر على بالك، المهم ألا تترك لعقلك فرصة الغرق في التفكير مطولًا بشأن ما ستكتب.

 

 

أحيانًا عندما لا أعرف كيف أبدأ وعن ماذا أكتب، أبدأ في الكتابة كالتالي:

"لا أعرف عما سأكتب اليوم ولا تخطر ببالي فكرة حاليًا لكن عليّ الكتابة لأنني قررت الالتزام بالكتابة الحرة و…."

ثم بعدها يلتقط عقلي طرف خيط لفكرة وتبدأ الكلمات في التدفق.

وأحيانًا أقرر في نهاية الأسبوع تجهيز قائمة بكلمات عن مواضيع معينة وأخصص كلمة لكل يوم من أيام الأسبوع، فأكتب عن كل ما يخطر ببالي بخصوص هذه الكلمة وأفكاري عنها.

ميزة الكتابة الحرة أنني عندما أعود لما كتبته أجد الكثير من الأفكار الجيدة التي تحتاج بعض الجهد من المراجعة والتدقيق وبعض البحث الإضافي حتى تكتمل صورتها فيكون لدي مقال جديد أو فكرة لقصة جديدة.

 

خطوات بسيطة للكتابة الحرة:

 

*اضبط وقتًا على حسب رغبتك من خمس إلى ثلاثين دقيقة.

*ابدأ الكتابة بقلم وورقة أو على لوحة المفاتيح، دون توقف، ودون مراجعة أو نقد.

*توقف عن الكتابة ولا تراجع ما كتبت.

*عد إلى ما كتبته بعد ساعات أو حتى أيام، قم بمراجعته واستخلاص الأفكار المفيدة منه.

والأهم قبل أن تبدأ كل هذه الخطوات أن تُبعد أي مشتتات حولك لتستطيع التركيز على مهمتك.

وعامة، البعد عن المشتتات هي خطوة أساسية في كل التقنيات التي سأذكرها لتتمكن من الكتابة بتركيز.

جرب ممارسة هذه التقنية لمدة أسبوع على الأقل وستلاحظ الفرق.

*************************

 

 

*************************

صفحات الصباح 

 

تمرين ذكرته لأول مرة جوليا كاميرون في كتابها The artist way، لمساعدة الكُتاب والمبدعين في إطلاق العنان لإبداعهم.

وكما يعبر الاسم فهو يتضمن أن تقوم صباح كل يوم بكتابة ثلاث صفحات، تكتب أيًا كان ما يخطر ببالك وكما في الكتابة الحرة دون أن تتقيد بالقواعد الإملائية والنحوية أو تتوقف للتعديل على ما تكتبه.

الفارق بينها وبين الكتابة الحرة هو أنّ الأولى في الصباح أما الأخرى فلا تلتزم بوقت محدد من اليوم، ولا تتطلب صفحات الصباح عددًا معينًا من الدقائق بل فقط كتابة ثلاث صفحات.

وأيضًا على عكس الكتابة الحرة فالصفحات لا تتطلب كتابة جمل كاملة ومرتبة، يمكن أن تكون أفكارًا عشوائية أو مكررة، فقرات غير مرتبة ولا مترابطة.

 




لكتابة صفحات الصباح عدة فوائد منها:

*تصفية الذهن من الأفكار المزدحمة والتخلص منها على الورق لتبدأ يومك بعقل صاف مرتب.

*معالجة المشاعر، التي قد تراكمها تغيرات الحياة والتوترات والضغوط النفسية وغيرها، تساعدك الصفحات على تحرير عقلك من هذه المشاعر والضغوط التي قد تثقله وتقلل قدرتك على الانتاجية.

*إطلاق العنان لخيالك وإبداعك.

*تدربك على التحكم في ناقدك الداخلي.

 

إذا قررت البدء في كتابتها فهناك بعض النصائح التي تحتاج إليها:

 

*الراحة مهمة.

اختر مكانًا مريحًا وخصص أجندة خاصة.

*تجنب المشتتات.

هذه قاعدة كما قلنا بالأعلى تسري على الكل.

*أول شيء بالصباح؟

تنصح جوليا كاميرون أن تكتب فور استيقاظك لكن بالطبع يُفضل أن تؤدي صلاتك وروتينك الصباحي أولًا ثم تجلس إلى مكتبك وتبدأ بالكتابة.

*اكتب باليد.

هذه قاعدة أساسية، الكتابة باستخدام الورقة والقلم تساعد في تدفق الأفكار بصورة أفضل بكثير.

*لا تقرأ ما تكتبه.

هذه الأوراق يُفترض بها أنّها نوع من العصف الذهني وتصفية الذهن، يمكنك حتى التخلص منها بعد ذلك.

*ممنوع الرقابة.

كُن أنت واكتب بصدق ولا تُجامل نفسك على الورق، كما قلت هذه الأوراق ليست للقراءة لا لك ولا لغيرك، إن كنت لا تريد لأحد الإطلاع على بعض أسرارك، احرقها بعد الانتهاء منها.

 

 

*تجنب الأفكار السلبية.

*لا أنصح بالكتابة عن أشياء سلبية، ربما مرة واحدة للتخلص منها لكن لا تكررها كل يوم فقد تأتي بنتيجة عكسية وتزيد الطين بلة.

اكتب عن أفكارك تجاه أشياء إيجابية، أهدافك للعام الجديد، نعم تشكر الله عليها، أشياء أو أشخاص ممتن لوجودهم في حياتك.

*املأ الثلاث صفحات.

أحيانًا تمر بأيام تجد فيها الكتابة سهلة للغاية والأفكار تتدفق بسلاسة وأحيانًا يحدث العكس. إن مررت بالحالة الأخيرة فلا تتوقف عن الكتابة حتى لو وجدت نفسك تكرر نفس العبارات. واصل الكتابة حتى تملأ الصفحات.

*روتين يومي.

حاول جعلها عادة يومية والتزم بها، ستجعلك عقلك متأقلمًا على فكرة الكتابة كل يوم.

*************************

 

*************************

الكتابة السريعة (الطباعة باللمس)

 

وهي تقنية الكتابة على لوحة المفاتيح باستخدام الأصابع العشر وبدون النظر إلى لوحة المفاتيح.

كل تركيزك يكون على الشاشة بينما أصابعك العشر تتحرك على المفاتيح وكل إصبع مسؤول عن كتابة أحرف محددة من اللوحة، كل إصبع له مكان ارتكاز ثابت يتحرك من خلاله إلى بقية الأحرف ويعود مرة أخرى لمكانه الأول.





الطباعة باللمس (Touch Typing) تساعدك في الكتابة بسرعة وتوفر الوقت الذي تستغرقه فيها، وبالتالي تمكنك من كتابة أكبر قدر من نصوصك في أقل وقت وسيتوفر لك المزيد من الوقت لكتابة أشياء أخرى.

خصص وقتًا ولو نصف ساعة يوميًا للتدرب عليها وستتقنها خلال أيام معدودة ومع كثرة الكتابة ستزداد سرعتك والتي تقدر بعدد الكلمات التي يمكنك كتابتها في الدقيقة الواحدة.

 

ولأن الكتابة غير المنضبطة على الحاسوب قد تسبب مشاكل مثل آلام الظهر والعمود الفقري، وتعب العينين لذا يجب أن تأخذ حذرك ولا تجلس لفترات طويلة وحاول الجلوس بالطريقة الصحيحة وبظهر مستقيم، كما يجب أن تأخذ فترات راحة كل نصف ساعة مثلًا لراحة عينيك وتحريك جسدك.

 



هناك العديد من المواقع والدورات للتدرب على الكتابة السريعة ومنها

 

دورة الكتابة السريعة على موقع هرمش

يمكنك التدرب فيها على اللغة العربية والإنجليزية

رابط الدورة 

https://harmash.com/learn-typing

 

موقع تعلم الكتابة باللمس 

ويحوي على تدريبات للغات كثيرة غير العربية

رابط التدرب على اللغة العربية:

https://www.typingstudy.com/ar-arabic-3/

موقع أكاديمية الطباعة 

*************************



تقنية الطماطم(Pomodoro)

 

هي تقنية مفيدة في تنظيم الوقت والمهام، طورها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو (Francesco Cirillo)، سبق وكتبت عنها بالتفصيل في مقال خاص يمكنك الرجوع إليه لمعرفة المزيد.

 

اقرأ: 

الطماطم… كيف تستخدمها في تنظيم وقتك؟

 

من أهم الأسباب التي تدفعك للتكاسل والتسويف في الكتابة هو الشعور بثقل المهمة، ومجرد التفكير في أنّك ستجلس لتكتب ساعة متواصلة أو أكثر يجعلها مهمة شاقة لعقلك الذي هو مجبول على التهرب من أي شيء يسبب لك الألم، لذا فالحل الأمثل هو مخادعته والتحايل عليه.

تفسيم مهمة الكتابة إلى فقرات قصيرة سيجعل عقلك يراها مهمة أبسط، وسيكون أكثر تقبلًا للبدء في الكتابة.

ستقول لنفسك إنّها مجرد دقائق قليلة وليست بالأمر العسير، سننتهي منها سريعًا ونرتاح.

 

 

يمكنك البدء حتى بفترة بومودورو من عشر دقائق أو ربع ساعة ثم خمس دقائق راحة، بعدها يمكنك زيادتها لخمس وعشرين دقيقة كما تقترح التقنية.

حين أمر بقفلة كتابية وأقرر التعافي منها والعودة للكتابة، أبدأ هكذا عادة وحين تتمكن مني روح الكتابة قد أزيد فترة البومودورو إلى خمسين دقيقة بعدها عشر دقائق من الراحة وهكذا.

*************************

 

*************************

 

الضوضاء البيضاء والأصوات المحيطية

 

تقنية تهدف إلى الانغماس والتركيز التام أثناء الكتابة بالإضافة إلى التشويش على البيئة المحيطة بك والتي قد تسبب لك أي تشتيت.

والدوشة البيضاء أو (White Noise) اسم يطلق على أصوات هادئة نسبيًا مسجلة من البيئة المحيطة تقوم بتشغيلها والاستماع لها عبر سماعات الأذن لتضعك في حالة من التركيز التام أثناء عملك.

ومن أمثلتها: صوت تشويش التلفاز، صوت المطر والرعد، صوت الشاطيء، هدير الأمواج، وحتى أصوات المروحة والمكنسة الكهربية.

ومثلها أيضًا الأصوات المحيطية (ambient sounds) التي ذكرتها في هذا المقال:

خمس أدوات رائعة للكتابة

 

وكلاهما مفيد سواء كنت تكتب أو حتى تدرس أو تقوم بأي عمل يتطلب منك تركيزًا.

وكما لكل شيء جانب إيجابي وسلبي، فهناك دراسات تقول أنّ الضوضاء البيضاء مفيدة في تعزيز قدرات الدماغ إيجابيًا وعلاج طنين الأذن لكن هناك دراسات أخرى حذرت من التعرض لها لفترات طويلة وأنّها قد تسبب ضررًا.

لذا إن قررت استخدامها حاول ألا يكون ذلك لفترة طويلة من اليوم.

 

موقع (ambient mixer) واحد من الأدوات التي أستخدمها لاختيار أصوات للتركيز وأيضًا لتحفيز خيالي أثناء كتابة قصصي، وأحيانًا ألجأ إلى اليوتيوب حيث العديد من المقاطع لأصوات المطر والعواصف الرعدية وغيرها.

حاول تجربتها مع جلسة الكتابة ستجد فارقًا حتمًا.

بعض المقاطع من اليوتيوب ويمكنك إيجاد المزيد غيرها:

 


 

 

*******************

وأنت؟ هل سبق وجربت إحدى هذه التقنيات؟ أخبرنا في التعليقات وشاركنا كيف كانت تجربتك وهل أفادتك؟ 

ولا تنس مشاركة المقال مع من أصدقائك ومن تعتقد أنّه سيفيدهم.

 

كتابة
التعليقات | 0 المشاهدات | 510 التقييمات |