خمس أدوات رائعة للكتابة
أحب كثيرًا وصف الكتابة بأنّها رحلة، هي رحلة مليئة بالمغامرات والمفاجآت، تتقلب فيها بين شتى المعاني والمشاعر. وكل رحلة تحتاج لاستعدادات، إلى أدوات ومعدات تجعلها أكثر يُسرًا ومتعة.
ومنذ بدأت الكتابة الإبداعية والخوض في غمار النشر على الإنترنت، جربت العديد من التطبيقات والبرامج الخاصة بالكتابة.
بعضها اكتشفته بالمصادفة والبعض الآخر عن طريق البحث أو اقتراحات من كُتاب آخرين.
ولأنّ هناك العديد من تلك الأدوات، مختلفة التفاصيل والاستخدامات وبعضها يتميز عن الآخر كان لا بد من الاختيار بينها، لذا سأقتصر هنا على خمسة منها هي ما راقني وشعرت أنّه يلبي الحاجات التي أبحث عنها في الأدوات التي تسهل عليّ رحلتي في عالم الكتابة.
********************
بديل رائع لمايكروسوفت وورد ومجاني تمامًا.
كنت أعرف بوجوده ضمن حزمة أدوات جوجل لكن لم يسبق أن جربته. حين حُذف بالخطأ فصل كامل من روايتي على برنامج الوورد ولم أتمكن من استعادته، قررت وقتها تجربة جوجل دوكس وكانت خاصية الحفظ التلقائي هي ما جعلتني أقرر اعتماده في الكتابة وتحرير النصوص.
وهذه الخاصية تعمل في وجود اتصال إنترنت أو عدمه.
من بعض المزايا التي يتمتع بها جوجل دوكس:
*توافر الأدوات الأساسية لتحرير وتنسيق النصوص.
*خاصية العمل دون إنترنت، من خلال الحاسوب أو الهاتف.
*مرتبط بجوجل درايف ويتم الحفظ والمزامنة ثانية بثانية.
*ترجمة المستندات:
وهي تعتمد على ترجمة جوجل، تمكنك من الحصول على نسخة من ملفك باللغة التي تريدها، لكن بالطبع ربما ستحتاج لإجراء تعديلات وتدقيق للنص المترجم.
*عداد الكلمات:
موجود ضمن شريط الأدوات ويمكنك عرضه أثناء الكتابة لتتمكن من معرفة عدد الكلمات وبالنقر عليه سيُظهر لك أيضًا عدد الصفحات والحروف وعدد الحروف دون مسافات.
في حالة كنت قد حددت هدفًا محددًا للكلمات سيساعدك هذا في المتابعة ويحفزك للاستمرار في الكتابة.
* إمكانية البحث في جوجل مباشرة.
*الكتابة الصوتية
يمكنك الإملاء مباشرة على البرنامج وهو سيتولى الكتابة بدلًا عنك. الحقيقة جربتها مع اللغة العربية ولم تُرضني النتيجة لكن ربما تكون أكثر دقة مع لغات أخرى.
*إمكانية مشاركة الملفات مع آخرين والسماح لهم بالتعديل عليها بعد إعطاء الأذونات.
وهناك الكثير من المزايا غيرها، سيطول المقال بذكرها لذا سأترك لك حرية استكشافها والتمتع باستخدامها.
*********************
برنامج مجاني بالكامل.
وهو خياري حين أريد بيئة خالية تمامًا من المشتتات، فواجهة البرنامج بسيطة للغاية، واستخدام وضع الشاشة الكاملة (full screen mode) يخفي كل شيء على سطح المكتب ولن تبقى سوى صفحة بيضاء واسعة تنتظر أن تخط عليها كلماتك.
تصميم بسيط يجبرني على البقاء ضمن سطح مغلق تمامًا ويدفعني للتركيز على الكتابة فقط.
بالإضافة إلى ثيمات أخرى رائعة تخلق جوًا مثاليًا للكتابة، يمكنك الاختيار من بينها أو صنع واحدة بنفسك بإضافة الخلفيات التي تعجبك.
ولواحدة مثلي كانت تحلم منذ الصغر باقتناء آلة كاتبة قديمة فالبرنامج يمنحني متعة تخيل امتلاك واحدة، الصوت الذي يصدر أثناء الكتابة هو صوت الآلة الكاتبة، وهذه تجربة ممتعة في حد ذاتها وتزيد من اندماجي في الكتابة.
*إذا كنت ممن يحبون وضع هدف لعدد الكلمات اليومي فالبرنامج يمكنك من متابعة إنجازك من الكلمات.
وهناك أيضًا خاصية المؤقت (Timer) حيث يمكن تحديد الوقت الذي تريد الكتابة خلاله، وحين ينتهي الوقت يُظهر عدد الكلمات التي كتبتها خلال تلك المدة.
بالطبع هناك نقص من ناحية أدوات التحرير النصي والقوالب الخاصة بالكتابة وأشياء أخرى لكنه كاف بالنسبة لبرنامج مجاني وبسيط.
بالنسبة لي أستخدمه إذا أردت التركيز كليًا على الكتابة بعيدًا عن أي مشتتات وبعد ذلك في مرحلة تعديل وتدقيق النص وتنسيقه أستخدم جوجل دوكس.
**********************
خياري الأمثل حين أبحث عن إلهام، حين ينقصني الشغف أو تستعصي عليّ فكرة أو مشهد بإحدى قصصي.
عالم ثري للغاية، الخيار الأمثل لشحذ الخيال واستعادة الإلهام.
سواء كنت كاتبًا أو مصممًا أو متخصصًا في أي مجال إبداعي آخر فبينترست يُشكل مكانًا ثريًا بالصور التي ستُلهمك وتولد الأفكار الإبداعية برأسك.
يمكنك أيضًا متابعة وقراءة مقالات ونصائح عديدة عن الكتابة من كُتاب آخرين.
ليس هذا فحسب، بينتريست أيضًا يعطي فرصة رائعة للكُتاب لزيادة الانتشار والترويج لكتاباتهم ومدوناتهم وسأتحدث عن هذا في مقال تفصيلي قادم بإذن الله.
************************
مصدر آخر لإثراء الخيال والإلهام لكن هذه المرة عن طريق الصوت. مكتبة غنية بما يُمكن تعريفه بالأصوات المحيطة (ambient sounds)، أصوات الطبيعة بكل عناصرها، البحر والمطر والعواصف، أصوات المكتبات والشوارع المزدحمة والمقاهي، معارك ملحمية، أماكن أسطورية، والكثير الكثير غيرها.
أيًا كان نوع الرواية التي تكتبها يمكنك بكل سهولة الانتقال إلى أجوائها، اترك العنان لخيالك وأنت تستمع والصوت كفيل بنقلك إلى العالم الذي تريد الدخول إليه لتنقله بعدها إلى الورق بسهولة.
يمكنك التعديل أيضًا على الصوت الذي اخترته وإخفاء أي عنصر من عناصر التراك الصوتي قد لا تُفضله.
بالنسبة لي أحب استخدامه أثناء التفكير والتخطيط لشحذ خيالي، وأيضًا أثناء الكتابة لأركز بشكل أكبر وانتقل إلى أجواء المشاهد التي أكتبها.
********************
غالبًا ما أميل إلى الارتجال في الكتابة وأبدأها دون تخطيط كامل لقصصي، لكن ولأن لهذا الأمر بعض الجوانب السلبية، رأيت أنّه من الأفضل أن أكون في حالٍ وسط. لا بأس ببعض التخطيط.
برنامج (Manuskript) هو برنامج مفتوح المصدر، مجاني، سيمنحك متعة التخطيط لعملك القصصي ويساعدك في الإلمام بعناصره دون أن تنسى أو تُخل ببعض العناصر.
واجهة البرنامج بسيطة ومُنظمة لكل التفاصيل اللازمة بدءًا من ملخص الرواية والمعلومات العامة عنها مرورًا بالشخصيات والحبكة بكل تفاصيلهما وعناصر العالم الذي تجري فيه أحداث روايتك.
يمكنك قراءة شرح تفصيلي للبرنامج وكيفية استخدامه للتخطيط لعملك الروائي من خلال المقال التالي:
********************
ختامًا
مهما تعددت التطبيقات والأدوات وأيًا كان نوع تطبيق الكتابة الذي تفضل استخدامه، استمر ولا تتوقف.
اجعل الكتابة عادة يومية واستمتع برحلتك معها، ولا تترك أفكارك تنتظر طويلًا حتى تخرج للنور، اكتب واترك أثرًا جميلًا في العالم.
رحلة كتابة ممتعة.
***************************