هل توقفت عن الكتابة فجأة ولا تعرف كيف تعود إليها؟ لا تعرف كيف أصابتك هذه القفلة ومتى تنتهي؟
لا مشكلة لديك في تدفق الأفكار بعقلك لكنها بطريقة ما تعاندك عندما تحاول إخراجها للنور.
هل حاولت كثيرًا ولم تنجح وبدأت تشعر باليأس؟
لا تقلق، أنت لست وحدك. الكثير من الكُتاب يواجهون هذه المشكلة ويمرون بفترات توقف مصحوبة بإحباط، يشعرون خلالها أنهم فقدوا قدرتهم على الكتابة للأبد.
في هذا المقال ستتعرف على أشهر 9 أسباب تمنعك من الكتابة وكيف تعالجها بخطوات بسيطة وتعود إلى تألقك الإبداعي.
هناك الكثير من الأسباب التي تعيق الكُتاب عن الاستمرار في الكتابة والنشر عمومًا ومن أشهر وأهم هذه الأسباب:
هذا السبب من أهم وأكثر الأسباب شيوعًا بين الكُتاب، خشية التعرض للنقد وتلقي تعليقات سلبية أو أن يجد القراء عيوبًا فيما يكتبون تدفعهم للتردد في نشر كتاباتهم أو إكمالها وربما تمنعهم من البدء أصلًا في الكتابة.
وحل هذه المشكلة يكمن في تصحيح أفكارك وإدراك أن النقد جزء من العملية الإبداعية وأنه مهما حاولت لن تُرضي جميع القراء فليكن تركيزك على تطوير نفسك والاستفادة من النقد البناء في تصحيح القصور لديك ولا تلق بالًا للنقد السلبي الذي لا يهدف إلا للهجوم في حد ذاته.
مشكلة غياب الإلهام أو الفراغ الإبداعي والشعور أنه لا يوجد أي أفكار جديدة يمكنك الكتابة عنها من أشهر الأسباب ومن أكثر ما يُشعر الكاتب بالإحباط والشعور أنه فقد قدرته على الإبداع.
الحل هو أن تدرك ببساطة أن الإلهام ضيف غير متوقع ولا جدوى من انتظاره بل عليك إحضاره بنفسك وأفضل الطرق لهذا هي الكتابة.
جرب الجلوس وكتابة أي شيء مهما كان سيئًا وسيحضر الإلهام حتمًا.
وإلى جانب هذا هناك الكثير من الطرق التي يمكنك استحضار الإلهام بها مثل قراءة كتب جديدة أو الخروج في نزهة وسط الطبيعة أو مشاهدة فيديوهات ملهمة وأحيانًا يكون السبب هو الحاجة للابتعاد قليلًا عن الكتابة لإعادة شحن إبداعك.
التسويف هو العدو الأول للكُتاب والمبدعين، تمر الأيام والأسابيع على أمل "سأكتب غدًا" ومع الوقت يضيع الشغف والحماس ومع التسويف يتولد الشعور بالتقصير والإحساس بالذنب تجاه نفسك وقرائك.
ولأنه غالبًا ناتج عن تهرب العقل من المهام والمسؤوليات فالتغلب عليه يتضمن مخادعة العقل ليتقبل القيام بالمهام المطلوبة.
قم بتقسيم فترات الكتابة إلى فترات قصيرة تتخللها فترات راحة منتظمة ومع الالتزام ستطور عادتيّ الاستمرارية والكتابة اليومية.
للتعرف أكثر على مشكلة التسويف وكيف تتخلص منه تأكد من قراءة هذا المقال.
التسويف لص الوقت... كيف تتغلب عليه؟
الرغبة في المثالية وهوس السعي للكمال من أكبر العوائق في طريق النجاح ككاتب، إذا وقعت في فخ المثالية لن تتوقف عن مراجعة كل كلمة وجملة تكتبها وستتأخر كثيرًا وتُصاب بالإحباط.
والحل يتلخص في السيطرة على ناقدك الداخلي وإدراك أنه لا وجود للعمل المثالي ولا مفر من الوقوع في الأخطاء.
اكتب دون القلق على جودة النص وركز فقط على تدفق الأفكار كما هي، اترك المسودة الأولى ثم عد لتنقيح النص في مرحلة المراجعة.
المقارنة من أكثر ما قد يدفع الكاتب للشك في نفسه وقدراته والشعور بالإحباط حين يقارن مستواه بمستوى غيره من الكُتاب وقد تدفعه للتراجع عن تطوير نفسه أو التوقف نهائيًا عن المحاولة.
لكن عليك تذكر أنك لا يجب أن تكون نسخة من الآخرين وأن لكل كاتب طريقته الخاصة وأسلوبه، بدل التركيز على الآخرين اهتم بتطوير نفسك وتعلم من الجوانب الجيدة في منافسيك ومن أخطائهم كذلك وليكن تحديك مع نفسك وكيف تجعلها كل يوم أفضل من اليوم السابق.
كثيرًا ما يكون غياب الدافع الذي يجعلك تشعر بالشغف سببًا في صعوبة الاستمرار في الكتابة فتشعر أنها صارت مهمة مرهقة بدلًا من شعورك بالمتعة أثناء القيام بها.
والحل هو أن تسأل نفسك عن السبب وراء رغبتك في الكتابة، ما الشيء الذي تحبه في الكتابة وما دفعك للبدء فيها من الأساس؟
كتابة هذا الدافع وجعله أمام ناظريك سيذكرك كلما شعرت بالإحباط وسيجدد حماسك وأيضًا كتابتك لنوع مختلف ولون جديد سيساعدك كثيرًا.
إن كنت تكتب القصص جرب الكتابة في نوع مختلف كالمقالات مثلًا.
دون هدف واضح تصبح الكتابة مشتتة وغير مركزة وبدؤك لمشروع كتابي دون خطة واضحة سيجعلك حتمًا تتوقف حين تفقد الاتجاه أو تقابلك عقبة لا تجد لها حلًا.
وحل هذه المشكلة في أن تحدد هدفك جيدًا قبل البدء ويكون هدفًا واقعيًا قابلًا للقياس والتحقق.
ستبدأ رواية جديدة؟
هل ترغب في كتابة مقالات أسبوعية لمدونتك؟
جيد، قم بتحديد الأهداف وضع جدولًا زمنيًا للتخطيط والبحث والكتابة وعدد الكلمات المستهدف يوميًا.
تحديد أهدافك ووضعك لخطة واضحة يمنعك من التشتت والتسويف ويعطيك شعورًا بالإنجاز مع تحقيق كل هدف.
من منا لا يرغب في سماع الكلمات المشجعة والدعم؟
الافتقار للدعم والتشجيع وخاصة من الأصدقاء والمقربين يمكن أن يدفعك للشعور بالإحباط وفقدان الحافز في الاستمرار.
لكن لا تيأس، يمكنك حل هذه المشكلة بانضمامك لمجموعات كتابية على منصات التواصل والبحث عمن يشاركك اهتمامك والتواصل معهم، تبادل معهم الآراء والنصائح والحصول على الدعم.
هذا الأمر سيشعرك أنك جزء من مجتمع كتابي داعم وملهم.
الالتزامات الحياتية من الأسباب التي تقف عائقًا أمام الكتابة، إن كان لديك الكثير من الالتزامات سواء العائلية أو العملية فلا بد أنك ستجد صعوبة في إيجاد وقت كاف للجلوس وكتابة أفكارك.
هل تستسلم لهكذا مشكلة وتتوقف عن الكتابة نهائيًا؟
مؤكد لا.
يمكنك التغلب على هذه المشكلة بتنظيم وقتك وجدولة الكتابة بحيث تصبح جزءًا من يومك ولو لدقائق معدودة. خصص 15 إلى 30 دقيقة يوميًا، استغل الأوقات الضائعة كأوقات الانتظار بين المواعيد.
أي وقت قصير يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا إن قمت باستغلاله جيدًا.
إذا كانت البيئة المحيطة بك مليئة بالتشويش والمشتتات وغير محفزة على الإنجاز فبالتأكيد ستكون عائقًا أمام انغماسك في الكتابة.
الأصوات العالية والفوضى تؤثر سلبًا على التركيز والإنتاجية.
ولتجنب هذا كل ما تحتاجه هو،
تهيئة بيئة خاصة للكتابة، ما أن تجلس فيها حتى تستحضر روح الكاتب وتنغمس في جلساتك الكتابية.
اختر مكانًا هادئًا ومنظمًا، رتب مكتبك والأدوات التي تحتاجها، يمكنك إضافة لمسات تحفيزية مثل تعليق لوحات بها أهدافك أو عبارات ملهمة لك.
إن كنت مثل بعض الكُتاب يفضلون الكتابة خارج البيت في مكتبة أو مقهى، لا بأس، المهم أن تختار البيئة التي تشحذ ذهنك وتحرك مخيلتك وأفكارك.
Photo by Arnel Hasanovic on Unsplash
********************
كما رأيت، الأسباب والتحديات التي تواجه الكُتاب كثيرة لكن ليس صعبًا التغلب عليها، فلا تيأس أبدًا إن حدث وتوقفت.
لا تنس أن الكتابة رحلة مستمرة، إن حدث وتوقفت استغل توقفك لإعادة اكتشاف ذاتك واستعادة إلهامك وصوتك الكتابي.
لا تتوقف طويلًا أمام العوائق، تجاوزها وقف سريعًا واستمر في رحلتك.
هل عانيت أحد هذه الأسباب أو بعضها؟
شاركنا تجربتك في التعليقات ولا تنس مشاركة المقال لتعم الفائدة.