10 مصادر لاستلهام أفكار رائعة للكتابة

10 مصادر لاستلهام أفكار رائعة للكتابة

 

البحث عن فكرة جديدة وجيدة في كثير من الأحيان يبدو أمرًا شاقًا، يأخذ وقًتًا وجُهدًا، وربما ينتابك شعور أنّ كل الأفكار سبق وكتب عنها آخرون.

ولا مشكلة في هذا.

تقريبًا كل الأفكار والثيمات القصصية تم استهلاكها لكن تبقى المعالجة هي الفارق بين الكُتاب، يمكنك كتابة رواية رائعة بفكرة عادية إذا نظرت من زاوية مختلفة ومعالجة تحمل بصمتك.

**** 

في هذا المقال أقدم لك عشرًا من المصادر التي يمكنك استلهام أفكار الكتابة منها، وهذه المصادر والطرق يمكن تطبيقها في كتابة القصص وأيضًا كتابة المقالات وغيرها.





***************

 

من أين أستمد أفكار قصصي؟

قد يكون إيجاد فكرة جيدة هو أصعب جزء في كتابة القصص لكن سيدهشك عدد المصادر التي يمكنك استلهام الأفكار منها في داخلك ومن حولك. كل ما في محيطك يمكنه أن يُشكل مصدرًا للإلهام لو فقط امتلكت البصيرة اللازمة والزاوية التي تنظر منها.

إليك بعض هذه المصادر التي تساعدني في إيجاد الأفكار للقصص والكتابة بشكل عام.

***************

 

 

(1) القراءة…. إبداعات الكُتاب الآخرين

 

من أول ما يُنصح به عند تعلم التصميم والرسم، التغذية البصرية لجمع مخزون هائل من الصور والألوان والأفكار تحفز مخيلته بعد ذلك في إبداع عمله الخاص.

كذلك الحال مع الكتابة، 

الكاتب في حاجة لتغذية مخيلته، والقراءة هي السبيل الأمثل لفعل ذلك.

القراءة هي منبع الأفكار ولا أتخيل أن هناك كاتبًا لا يحب القراءة ولا يضع لها وقتًا في يومه.

من النصائح التي يُقدمها كبار الكُتاب هو أن تقرأ كثيرًا وخاصة في النوع الذي تحب الكتابة فيه، تريد كتابة رواية خيال علمي أو فانتازيا اقرأ كثيرًا فيهما، تحب الكتابة في أدب الرعب اقرأ كثيرًا في قصصه.

ولا تهتم لمن يقول أنّك هكذا ستتأثر بأفكار الآخرين وأنّك ستكون مقلدًا، لا بد من التقليد خاصة إذا كنت مبتدئًا، مع الوقت ستجد قلمك وبصمتك الخاصة في الكتابة.

***

وقراءة إبداعات الآخرين تلهمك كذلك،

كم مرة قرأت قصة واستفزتك نهايتها وتمنيت لو قرأت لها نهاية مختلفة، ربما تقرأ أخرى فتلهمك شخصياتها أو أحداثها بفكرة.

كثيرًا ما يحدث معي أن تقفز في عقلي أفكارًا أو مشاهد أثارها في مخيلتي قراءتي لبضعة أسطر أو رؤيتي لغلاف كتاب ما أو حتى عنوانه.

يمكنك كذلك استخدام طريقة (ماذا لو) مع رواياتك المفضلة، تخيل لو كانت الشخصيات في زمن آخر أو في ثيمة أخرى.

أطلق العنان لخيالك وتخيل سيناريوهات مختلفة وسجل أفكارك، ستجد أنّك قد حصلت على بذور كثيرة تصلح للتحول إلى قصص رائعة.

هذا بالطبع إلى جانب أن قراءة إبداعات الآخرين تثير حماسك للكتابة وتحرك داخلك ذلك الجوع والشغف للإمساك بقلمك وخط قصتك الخاصة كما فعلوا هم.

*******************

  

(2) الصور والفيديوهات.

 

للصورة قوة سحرية في إثارة الخيال، لا تتخيل كم الأفكار التي يمكن استلهامها من صورة واحدة.

أنت مُعرّض في كل مكان حولك لرؤية الصور، في البيت، في الشارع، على هاتفك، في مجلة تقرأها أو صحيفة.

العديد من أفكار قصصي أشعلت شرارتها صورة.

وعندما أمر بفترات من فتور الخيال وفقر الإلهام يكفي أن آخذ جولة في حسابي على تطبيق بينترست (Pinterest) لأحصل على تجدد في الخيال والأفكار.

كذلك الحال مع الأفلام ومقاطع الفيديو، كم مرة وأنت تشاهد فيلمًا أو مقطعًا مصورًا قفزت إلى عقلك فكرة.

إن تكرر الأمر لا تنس أن تقوم بتسجيل الفكرة على الورق فربما صنعت منها قصة عظيمة ذات يوم.

***********************

 

(3) الحياة الواقعية

 

تأمل في حياتك الشخصية وحياة من حولك، ستجد أنّه بإمكانك استلهام الأفكار من الأشخاص الذين تعرفهم، من قصصهم وتجاربهم.

لا يُشترط أن تنقل قصة بحذافيرها، يكفي أن تكون قصة أحدهم أو شخصيته شرارة تلهم فكرة عملك القادم.

اترك عقلك ينسج من الخيال الكثير من التفاصيل ومع التخطيط والكتابة ستجد أنّها تحولت إلى قصة جديدة تخص أشخاصًا جددًا ودون أن تقع في فخ نشر أسرار الآخرين ومشاكلهم الخاصة.

 

*********************

 

(4) مراقبة الناس

 

للوهلة الأولى لا توحي الجملة بسلوك جيد، لكن ليس المقصود حتمًا التطفل على الآخرين والتنصت عليهم.
المقصود هنا أن تأخذ وقتك في تأمل محيطك والإنصات جيدًا لاستلهام الأفكار.

جرب الجلوس في مكان عام وحدك؛ مقهى مزدحم أو محطة قطار أو مكان تسوق، اجلس صامتًا متأملًا، راقب الناس في حركاتهم وسكناتهم، تصرفاتهم وملابسهم، اختلاف ألوانهم ومستوياتهم.

تأمل حتى الأماكن والمباني والطرقات، وسائل المواصلات والأشجار وغيرها.

لن تجد أفكارًا فحسب بل ستخزن كمًا كبيرًا من الشخصيات والسلوكيات والأماكن التي يمكنك تجسيدها بعد ذلك في قصصك.





في المواصلات العامة يحلو للناس التحدث في كل شيء وأي شيء، لا أتذكر مرة أنني ركبت سيارة أجرة إلا وكان هناك اثنان أو أكثر يتحدثون عن مشكلة شخصية أو حدث عائلي.

لا أقصد التطفل حين أنتبه للحوار، أصواتهم العالية ترغمك على الاستماع رغمًا عنك، لذا أُغلِق باب الفضول البشري غير اللائق وأفتح باب الكاتب داخلي ليستقبل الأفكار وفقط.

 

جرب الإنصات للبشر في محيطك بأذن الكاتب وتأملهم بعينيه ستجد الأعاجيب، حتى حوارات الأطفال وقصصهم يمكنها أن تلهمك بأفكار عديدة.

البشر قصص تتحرك على الأرض لذا راقبهم جيدًا فربما قصتك القادمة تأتيك من أحدهم.

**********************

(5) سؤال (ماذا لو؟)

 

هناك طريقتان استخدم بهما (ماذا لو؟) 

 

الطريقة الأولى… 

عن طريق طرح فرضية وتخيل سيناريو يعتمد على هذه الفرضية.

مثال ذلك:

ماذا لو كان هناك عالم مواز وتفاجأت بنسخة منك أمامك؟

ماذا لو مُنحت بإمكانية السفر عبر الزمن لمرة واحدة لتغير حدثا واحدا في ماضيك؟

ماذا لو انهزم المسلمون في معركة عين جالوت؟

ماذا لو لم تسقط غرناطة؟

ماذا لو… وضَعْ بعدها التساؤل الذي يخطر ببالك مهما كان غريبًا أو جنونيًا.

 

الطريقة الثانية

 

هذه (ماذا لو) مختلفة أطرحها على نفسي وتخصني.

عقلي أحيانًا يلجأ إلى حيلة، يتخيل مخاوف وتساؤلات مقلقة ثم يرميني داخلها ولأن الخوف ينتابني وقتها ولا أجد حلًا للمشكلة أجد نفسي أتهرب منها، أنتزع نفسي وأضع شخصًا خياليًا داخلها ثم أبحث عن الأسباب والحلول لأخرجه من مشكلته.

كمثال

ربما أتخيل نفسي محبوسة في مكان مظلم ولسبب أجهله.

يسارع عقلي بطردي من الصورة وتخيل بطلٍ ما، لأستطيع التفكير وقتها بهدوء في الأسباب الذي وضعته في هذا المكان؟ هل له عدو؟ كيف وصل هناك؟ كيف أخرجه من محبسه؟

وهكذا كلما تخيلت نفسي في موقف صعب لجأ عقلي لنفس الحيلة، تتولد الفكرة وبعدها الخيوط والحل.

تولد القصة والشخصيات وابدأ الكتابة.



 

*************************

 

 

 

(6) الأحلام 

 

هل تتخيل أنّ الأحلام كذلك مصدر للحصول على الأفكار، كم مرة استيقظت من النوم وفي رأسك بقايا حلم تشعر أنّه مع كل غرابته يصلح فكرة لقصة جديدة.

قد لا تتذكر الكثير فور استيقاظك لكن حاول أن تسجل كل ما تتذكره قبل أن يتبخر كعادة الأحلام.

اجعل قربك هاتفك أو مفكرتك واكتب فيها ما تتذكره وعد إليه لاحقًا لتعيد قراءته وتحليله وابتكار الأفكار منه.

كثير من الكُتاب كانت أفكار قصصهم بالأصل أحلامًا رأوها، من يدري ربما تكتب أنت أيضًا قصة استلهمتها من حلم ما.

***********************

 

(7) الصحف ونشرات الأخبار

 

كنتُ في سفرٍ مع أبي ذات مرة، كان يقرأ في صحيفة، طرفت عيني ناحيته فلمحت أحد الإعلانات المبوبة وفي لحظة واحدة قفزت في عقلي فكرة قصة، من الإعلان فقط.

بل قفزت الفكرة ومشهد كامل في مخيلتي، أخرجت مفكرتي وسجلت عليها الإعلان بكل تفاصيله.

والفكرة ما زالت بعقلي لكنّها تتطور مع الوقت في انتظار دورها للخروج إلى النور.

 

عناوين الأخبار، مواضيع الصحف، النشرات المسموعة والمرئية، الأخبار الحصرية، وترندات السوشيال ميديا، كلها مصدر غني بالأفكار المثيرة والغريبة أيضًا.

هناك حوادث صادمة، أخبار لأحداث غامضة، تفاصيل لأحداث أحيانًا لا يمكن تخيل وقوعها لكنّها حدثت، يمكنك أن تعثر على أفكار عديدة من خلال كل هذا.

 

***********************

 

(8) تمارين الكتابة

 

وهذه لها فوائدة عديدة من ضمنها شحذ الخيال وتدريبه والمساعدة في تجاوز قفلة الكتابة وغياب الإلهام.

إلى جانب ذلك، استلهام أفكار جديدة لكتاباتك.

هناك مواقع خاصة بالكتابة تقدم تمارين كثيرة، محفزات للكتابة، عبارة عن جمل يمكنك الإنطلاق منها وإكمال قصة قصيرة، يمكنك بمزيد من التخيل تحويل الفكرة إلى رواية.

هناك ألعاب أخرى يمكنك تنفيذها مع نفسك، مثل قراءة عناوين الكتب وكتابة بضع أفكار من خلال العنوان فقط.

أو اختيار كتاب عشوائي وتقليب صفحاته حتى تتوقف على صفحة ما، أغمض عينيك وحرك إصبعك على الأسطر ثم توقف، اكتب الكلمة التي توقفت عندها حتى تحصل على خمس أو ست كلمات.

إذا حصلت على أحرف أعد المحاولة.

من الكلمات التي جمعتها حاول تكوين جمل قصيرة تعبر عن أفكار قصص مختلفة.

******************

 

 

(9) الذكريات

 

ماضيك وذكرياتك القديمة تحمل كنزًا لو فتحته سيذهلك كم الأفكار داخله.

ذكرى مع شخص عزيز، أمنية رغبت فيها طويلًا، موقف غريب أو لا يُصدق حدث معك في الماضي وما زال محفورًا بذاكرتك، ذكريات يومك الأول في المدرسة، ذكريات الأعياد والمناسبات مع أقاربك وأصحابك.

افتح صندوق الذكريات وفتش فيه جيدًا، لن تجد الأفكار فحسب بل وأيضًا المشاعر والانفعالات التي تحتاجها في رسم شخصيات وأحداث قصصك.

شعورك بالخوف والحزن، الألم والسعادة، شعور الفقد والخزلان، لا بد أنّك على مدار حياتك مررت بهذه المشاعر.

حين يتطلب منك الكتابة عن أي شعور منها، فأنت سبق وشعرت به، قم باستدعاء ذاكرتك بذلك الشعور المخزون هناك ولن تجد صعوبة في تجسيده على الورق.

****************

 

(10) الشعور بالملل

 

هل تتخيل أن الملل يمكن أن يمنحك أفكارًا؟ 

العقل البشري لا يحتمل البقاء ساكنًا، لا بد أن يتجول بعيدا كلما انتابه الملل.

لذا عندما تمر بحالة ملل لا تتسرع وتفتح هاتفك وتضيع وقتك في تصفح الانترنت.

ابق ساكنًا واستسلم للملل وأراهنك أنّه خلال برهة قصيرة سيبدأ عقلك في الانطلاق هنا وهناك، يفكر بلا حدود ويتخيل كما يحلو له.

لا تقيده واطلق له العنان وتوقف فقط كل حين كلما طرأت فكرة تستحق لتسجلها كما اتفقنا.

*******************



 

ختامًا

 

لا تنس أن للأفكار أجنحة، فسارع بتقييدها قبل أن تُحلق بعيدًا. بعد أن تصطاد الفكرة وتقيدها اتركها تأخذ وقتها في عقلك، دعها تختمر وتنضج على مهل. بعد فترة ستجدها تحولت إلى كيان ونسيج قصصي يستحق الخروج للنور.

لا تتسرع في كتابة القصة قبل أن تمنحها الوقت الكافي لكن أيضًا لا تتأخر كثيرًا حتى يفوت الأوان لكتابتها.

 

*********************

 

كتابة
التعليقات | 1 المشاهدات | 1088 التقييمات |

Samar Mahfouz

جميل، بالتوفيق