هل بدأت تشعر بالندم لاقتراب نهاية العام وأنت لم تحقق أيًا من الأهداف التي وضعتها في بدايته؟
هل تتساءل أين ذهبت الأشهر الماضية وتبخرت هكذا؟
أو ربما لم تضع أهدافًا لكنك أدركت أخيرًا أهمية الوقت ولا تريد أن يمضي هذا العام كسابقيه دون أن تحقق أهدافًا أو تغييرًا إيجابيًا في حياتك.
لا تقلق ولا تفقد الأمل، ما زال هناك وقت وهذه فرصتك المثالية لتلحق بالركب وتحقق ما تريده.
في هذا المقال ستعرف بخطوات بسيطة كيف تبدأ في خطتك لإنقاذ العام وتغير حياتك بخطوات بسيطة.
*****************
ربما ما زلت تتساءل،
ألم يفت الأوان؟
لا، لم يفت.
في الحقيقة التخطيط ربع السنوي هو أحد أنواع التخطيط ومحبو هذا النوع يفضلون تقسيم السنة إلى أرباع والتخطيط لكل ربع منفصلًا وهذا يمنحهم مرونة وتركيزًا.
المدة ليست طويلة بشكل يُصعب المتابعة ورؤية التغيير وليست قصيرة بشكل لا يعطي وقتًا كافيًا لإنجاز أهداف ملموسة.
التخطيط ربع السنوي يسهل مراجعة الأداء وتعديل الأهداف بمرونة وتصحيح المسار في حالة حدوث أي تغيرات.
لذا، لا. لم يفت الأوان. يمكنك تجاهل أنك في نهاية العام والتركيز على أنك فقط تخطط لربع سنة كما يفعل الآخرون.
*****************
Photo by Debby Hudson on Unsplash
من المهم جدًا أن تفهم ما الحاجة إلى خطة؟ لماذا لا تبدأ مباشرة.
حسنًا، الخطة مهمة لأنها بمثابة خريطة طريق توجهك نحو هدفك وتحدد خطواتك لتكون أكثر تركيزًا وتحكمًا ومع كل خطوة تخطوها تشعر بالإنجاز ومزيد من الحماس للمتابعة.
إن بدأت دون خطة وقررت المُضي في كل يوم بالعمل دون خطة فستتخبط في العشوائية وستهدر الوقت دون فائدة.
عرفنا أهمية الخطة؟
لنعرف من أين تبدأ والخطوات البسيطة التي ستتبعها،
قبل البدء في التخطيط أنت في حاجة لتقييم نفسك بصدق، اسأل نفسك هذه الأسئلة
ما أهدافك التي وضعتها في بداية العام؟
ماذا حققت منها وما الذي لم تحققه بعد؟ هل كنت ملتزمًا بخطة؟ ما الأهداف التي كانت أكثر صعوبة في تحقيقها؟
ما الإنجازات التي تشعر بالفخر لتحقيقها هذا العام؟
ما الذي ساعدك على تحقيقها؟ كيف تستفيد من هذا في تحقيق أهدافك الأخرى؟
ما الأمور التي كنت تؤجلها بشكل مستمر ولماذا؟
ما سبب التأجيل؟ ظروف خارجة عن إرادتك أم عدم تنظيم؟ كيف يمكن تجاوز هذا التأجيل في الأشهر القادمة؟
ما العادات التي ساهمت في تقدمك؟
هل هناك عادات جديدة ترغب في بنائها؟ ما العادات التي أعاقتك وتريد التخلص منها؟
كيف تقضي وقتك حاليًا؟
هل تراقب وقتك ونشاطاتك؟ هل أنشطتك تتماشى مع أهدافك؟
ما المهارات التي طورتها خلال العام؟
هل ساعدتك هذه المهارات في تحقيق تطور شخصي أو مهني؟ هل هناك مهارات أخرى ترغب في تعلمها قبل نهاية العام؟
ما أكبر تحديات واجهتها هذا العام؟
كيف تعاملت معها وكيف يمكن تجاوز تحديات مماثلة مستقبلًا؟
هل كان هناك توازن بين حياتك الشخصية والمهنية؟
كيف يمكنك تحسين جودة حياتك الشخصية والمهنية معًا؟
هل كنت مرنًا في تعديل أهدافك مع تغيرات الظروف؟
ما التعديلات التي يمكنك عملها الآن لزيادة فرص نجاح أهدافك؟
الإجابة عن هذه الأسئلة سيساعدك على فهم وضعك الحالي بصورة أعمق وتحديد الخطوات المناسبة للتحسين ووضع الخطة المناسبة لنهاية العام.
****************
ربما تشعر أن الأشهر الثلاثة قصيرة لتحقيق أي هدف لكنها أكثر من كافية إذا استطعت وضع أهدافًا ذكية ولتفعل هذا لا أفضل من استخدام طريقة "SMART" في وضع أهداف واقعية ومحددة.
وهذه باختصار تعني:
محدد (Specific)
يجب أن يكون الهدف محددًا وواضحًا.
قابل للقياس (Measurable)
يجب أن يكون قادرًا على قياس تقدمك فيه
قابل للتحقيق (Achievable)
يجب أن يكون هدفًا أنت قادر على تحقيقه.
ذو صلة (Relevant)
اختر الهدف الذي يتوافق مع رؤيتك الشخصية.
محددة بالزمن (Time-bound)
يجب أن تضع مواعيد نهائية لتحقيق هذا الهدف.
Photo by Estée Janssens on Unsplash
سأقوم بتحسين مهارات التحدث في اللغة الإنجليزية خلال 3 أشهر عن طريق إكمال 50 درسًا على تطبيق لتعلم اللغة بمعدل نصف ساعة يوميًا.
إذا حللنا هذا الهدف سيكون:
محدد: تحسين مهارات التحدث.
قابل للقياس: إكمال 50 درسًا.
قابل للتحقيق: الدراسة نصف ساعة يوميًا.
ذو صلة بأهدافك: تنمية المهارات وتعلم لغة جديدة.
محدد بالزمن: تحقيق الهدف خلال 3 أشهر.
مثال آخر:
سأقوم بتطوير مهاراتي في كتابة المحتوى خلال 3 أشهر عن طريق نشر 24 مقالًا أسبوعيًا بمعدل كتابة ونشر مقالين كل أسبوع.
*****************
عرفت كيف تضع أهدافًا ذكية لكن ربما لديك مشكلة في تحديد أهدافك ولا تعرف من أين تبدأ؟
إذن هذه الأداة يمكنها تسهيل الأمر عليك.
إذا كنت قد وضعت أهدافك مسبقًا أو ما زلت لا تعرف كيف تختارها بطريقة صحيحة من الأفضل أن تبحث عن تستهدف تحقيق التوازن في كل جوانب حياتك أو أهمها بالنسبة لك وما سيساعدك على هذا نموذج عجلة الحياة المتوازنة.
هي أداة لتقييم جميع جوانب حياتك بحيث تدرك أين وجه القصور فيها وأي جانب يحتاج لمزيد من التحسين وعن طريقها يمكنك تحديد أوجه الضعف والقوة وتوجيه انتباهك إلى أوجه من حياتك لم تدرك أنك كنت تهملها وستمكنك من وضع أهدافك بطريقة متوازنة بحيث لا تغلب جانب على حساب الآخر.
يتم رسم دائرة وتقسيمها إلى 8 أقسام متساوية كل قسم منها يخص جانب من جوانب حياتك؛ الجانب الروحاني والصحي والنفسي والعقلي والأسري والاجتماعي والمهني والمالي.
هناك من يضيف أقسامًا أخرى فتصل إلى 10 أو 12 قسمًا، حدد كيف تريد أن يكون شكلها وعدد الأقسام التي تريد الاهتمام بها.
بعدها تقوم بتقييم كل جانب وتعطي نفسك رقمًا من 1 إلى 10، توصل بعدها الأقسام ببعضهما فينشئ لديك شكل العجلة الخاصة بحياتك.
والفكرة في أنك العجلة غير المتوازنة لا يمكن أن تمشي بسلاسة وهكذا حياتك إن لم تكن متوازنة لن تسير جيدًا.
بعد رسم العجلة وتقييم الأقسام ستلاحظ أي المناطق في حاجة للعمل على تحسينها:
حدد أي جانب يحتاج إلى تحسين فوري.
فكر كيف يمكن تحسينه وما الخطوات التي تحتاج لفعلها.
حدد الأهداف التي تريد العمل عليها في كل جانب
يعني إذا وجدت مثلًا الجانب الصحي في حاجة للتحسين يمكنك أن تضع هدفًا يخصه مثل، عمل تمارين رياضية لمدة ربع ساعة يوميًا لمدة شهر، أو حسب رؤيتك.
قم بتحديد أولوياتك،
اختر من بين كل هذه الأهداف أكثر هدف مُلح وضروري تريد تحقيقه على نهاية العام، لا تشتت نفسك في أكثر من هدف.
لكن إذا كان بقدرتك على العمل على أكثر من هدف لا بأس، كأن يكون لديك فائض من الوقت يمكنك استغلاله.
الفكرة في أن تكون مرنًا وأن تعمل حسابًا لقدراتك وطاقتك.
قم بمراجعة وتقييم العجلة بانتظام لتعرف تقدمك وترى إن كنت في حاجة لعمل أي تعديلات على خطتك.
******************
التفكير في الهدف النهائي من أسباب التسويف والشعور بعدم الإنجاز ولهذا من المهم جدًا أن:
تقوم بتقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة وتقسيمها على الأشهر ثم إلى أهداف أصغر فأصغر لتعمل عليها أسبوعيًا يوميًا.
تحدد المهلة الزمنية المطلوبة لكل هدف صغير وتضع مواعيد نهائية.
تطور العادات التي ستحتاجها لتحقيق الهدف،
يعني إذا كان هدفك يتعلق بتعلم لغة أو كورسات ستحتاج لإدارة الوقت والتعلم الذاتي، إذا كان هدفك تحسين صحتك النفسية ستحتاج عادة الامتنان والتفكير الإيجابي وهكذا.
كن مرنًا في توزيع أوقات العمل على هدفك بين المواعيد والمهام الأخرى في حياتك مثل عملك أو مسؤوليات البيت والأسرة.
Photo by Alexa Williams on Unsplash
هناك مصطلحان مهمان يجب أن تعرفهما ليساعداك في وضع خطة مرنة لمهامك اليومية وهما قانون باركنسون ومصفوفة آيزنهاور
هذا القانون ينص على أن "المهام تتمدد أو تتقلص حسب الوقت الذي تخصصه لها"
هذا يعني أنك إذا أعطيت نفسك وقتًا مفتوحًا لإنجاز مهمة ما فستتمها في وقت أطول والعكس.
استخدام هذا القانون في خطتك لنهاية العام سيكون عن طريق تحديد مواعيد صارمة لإنهاء المهام والالتزام بها.
هذا سيساعدك على أن تكون أكثر إنتاجية وكفاءة حيث سيجعلك تجبر نفسك على الالتزام وإنجاز العمل داخل الإطار الزمني الذي حددته، وهذا بدوره سيخلصك من التسويف وإهدار الوقت ويمكنك من تحقيق أهدافك بوقت أقصر وبفاعلية أكبر.
هي أداة فعّالة لتحديد الأولويات بناءً على تصنيف المهام إلى أربعة أقسام وفقًا لمدى أهميتها وإلحاحها، وهي
هام وعاجل: يجب القيام بها فورًا.
هام وغير عاجل: يجب التخطيط لها بعناية.
غير هام وعاجل: يمكن تفويضها أو التعامل معها لاحقًا.
غير هام وغير عاجل: يجب تجنبها أو إلغاؤها.
استخدمها في هذا التخطيط وقم بتنصيف مهامك بناء على الأولوية وامنح تركيزك للمهام الهامة وغير العاجلة وتأجيل وتفويض المهام الأقل أهمية وإلغاء المهام غير المهمة وغير العاجلة.
هذا سيحسن إنتاجيتك ويجعلك تدير الوقت بشكل أفضل.
*********************
كما اتفقنا أنت في حاجة لعادات مساعدة للنجاح، إليك بعض العادات الأساسية، لا تشتت نفسك واختر منها ما يرتبط بهدفك واحتفظ بالبقية لتطورها فيما بعد.
وقت البكور يمنحك مزية البدء في وقت هادئ يساعدك على التركيز والتخطيط بذهن صاف واللحاق باليوم من أوله على عكس الاستيقاظ متأخرًا والشعور أن اليوم انتهى وفات أوان إنجاز أي شيء.
ابدأ يومك بكتابة النعم والأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك، هذا سيجعلك تركز دائمًا على الجانب الجيد في حياتك، وأيضًا ابدأ بعبارات إيجابية تساعدك على بدء اليوم بثقة وتفاؤل.
خصص 10-15 دقيقة كل صباح لتخطيط يومك والأفضل لو فعلت هذا في الليلة السابقة.
قم بمراجعة أهدافك اليومية وتحديد أولويات المهام التي تحتاج التركيز عليها، واستخدم الطريقة التي تفضلها؛ بالورقة والقلم أو باستخدام تطبيقك المفضل.
"العقل السليم في الجسم السليم" حكمة نرددها منذ الصغر لكنها حقيقة علمية. الاهتمام بصحتك البدنية ينعكس على صحتك العقلية وأيضًا يساعدك على الحفاظ على طاقتك للإنجاز.
تمارين بسيطة ولمدة دقائق معدودة كفيلة لصناعة فارق كبير في حياتك، ولا تنس الاسترخاء وفترات الراحة لصحة عقلك.
في الحقيقة لا يُشترط أن تكون عاشقًا للقراءة، يمكنك التدرب على تطوير هذه المهارة بتخصيص وقت يومي ولو دقائق قليلة.
اقرأ موضوعات تثير اهتمامك وتساهم في تطوير مهاراتك، ولا يشترط أن تقرأ من الكتب، اقرأ مقالات على الإنترنت، استمع لكتاب صوتي، اقرأ منشورات مفيدة على وسائل التواصل بدل التصفح العشوائي.
Image by lil_foot_ from Pixabay
الكتابة ستخلصك من التوتر وتساعدك في تفريغ أفكارك وإعادة تنظيمها لتستطيع التركيز بصورة أفضل على المهام المفيدة.
في نهاية الأسبوع حدد وقتًا لتقييم أدائك خلال الأسبوع لإدراك أوجه القصور التي في حاجة لتحسينها، سجل إنجازاتك واحتفل بها مهما كانت صغيرة وكافئ نفسك عليها.
******************
بالإضافة إلى تقسيم الأهداف ووضع مواعيد نهائية والمرونة وتطوير العادات المساعدة، هذه بعض النصائح الهامة.
قلل من التسويف واستخدم تقنيات مثل البومودورو لتساعدك على ذلك.
وازن بين العمل والراحة،
خصص وقتًا للراحة والترفيه عن نفسك لتضمن الاستمرارية.
الانضباط الذاتي مهم للغاية،
والنفس تحتاج إلى ترويض وضبط حتى لا تقودك هي إلى التكاسل والتسويف.
تحكم في المشتتات ونظم بيئة عملك.
ضع أمام عينيك باستمرار الصورة الناجحة التي تريد رؤية نفسك عليها وشعورك بتحقيق إنجازك على نهاية العام.
احتفظ بسجل لتعلمك، ما التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها لتتذكر تجاربك وتتعلم منها وتطور أداءك المستقبلي.
تواصل مع الآخرين،
إن وجدت أنك في حاجة للدعم أو المشورة لا تتردد في طلبهما من الأهل أو الأصدقاء.
نهاية العام ليست للاستسلام والكسل بل هي فرصة ذهبية لتكثيف جهدك واستغلال هذه الأشهر لتحقيق الأهداف التي كنت تؤجلها باستمرار، باتباع هذه الخطوات البسيطة وتطوير العادات المساعدة يمكنك بدء العام القادم إن شاء الله بنجاح وثقة بعد أن ضبطت نفسك وأوقفتها على بداية الطريق للتغير للأفضل.
ماذا تنتظر؟ ابدأ الآن.
هل بدأت مسبقًا؟!
شاركنا في التعليقات كيف تجري الأمور معك وهل لديك نصائح أخرى تحب إضافتها لتعم الفائدة.